%D8%A3%D9%86%D8%B1%D9%81%D8%B9%20%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


أنرفع راية بيضاء
كميل خاطر – 26\11\2010
تقصف مجدل شمس بمدفعية أرض أرض قصيرة المد
ى وسكانها نيام. يسقط بعضهم جريحاً في ضميره، وجدانه، مشاعره وإنسانيته.
محاربون لا يجدون سلاحاً.. فيثملون. السلاح يملاؤه الصد
ا حيث ينام في دهاليز مغلقة أبوابها. أبواب مغلقة بمقاتيح ترقد حيث لا ترتاح، تصرخ وتصرخ، وحناجر أولائك المقاتلين تئن وتتنهد، وتصرخ بصمت.
لم يعد قدرة للتفاعل مع قول اردغان عن أهمية سوريا في المنطقة. ولا عن حصار غزة. ولم يعد للمحكمة الدولية ذات الصلة بلبنان أي أهمية. تشكيل الحكومة في العراق ما عاد مهما، ولا أزمة دول حوض النيل، ولا المضادات الإيرانية الحديثة، ولا تهديدات القاعدة، ولا حتى مناورات البحر الأصفر وإلى ماذا ستؤول. كلها أضحت على الهامش.. على الهامش يجلس الضعفاء.. وكلنا اليوم ضعفاء.
بعض منا يعتمد على شرطة الاحتلال بوضع اليد على من يسطو على حرمة البيوت وعلى من يأكل بجبن حبات عرق المستهدفين وتعب أعوامهم دون نتائج.
بعض أخر يعتمد على حركة الماغما التي بدأت ترقص رقصة الحرية في أجساد يأكلها القهر.
وبعض يرى بالنعامة مثلا أعلى.
وهذه الأخيرة من نصيبي. أنا أطمر رأسي بالتراب كي لا أرى كيف مفترسي سينهشني.. وأنتظر. لكن ذاك التراب يقلقني يا صاحبي، فذكرني ليلة الأمس حين أغمضت عينيّ بثلث الذين سقطوا ممن بقدرتهم حمل السلاح دفاعاً عن تراب أرضه قبل تسعة عقود. ثلث المحاربين سقطوا كي لا يكتب التاريخ أنهم رفعوا راية بيضاء.
منهم جدك، ومنهم جارك ومنهم ابن بلدك
بما أن التراب تمرّد وما عاد يتركني أطمر رأسي بسكينة ولا بهدوء، فلم يبق أمامي سوى الرحيل.